انتهت الدوريات الأوروبية الكبرى حاملة معها استثناء، وانتهاء السنين العجاف لكبار أوروبا، وعودتهم مرة أخرى لمنصات التتويج مرة أخرى، بعد الابتعاد لسنين كثيرة عن حصد لقب الدوري العام في بلادهم.
وفي مفاجأة نصت عن موسم استثنائي شاهدنا عودة سبورتنج لشبونة البرتغالي لمنصات التتويج بالدوري مرة أخرى، وفي أسبانيا رفع راية الدوري فريق أتلتيكو مدريد، أما في إيطاليا كانت عودة إنتر ميلان حاضرة في حسم الدوري، والإثارة أيضاً كانت حاضرة في الدوري الفرنسي ليعود ليل هو الآخر ويحسم لقب الدوري الفرنسي.
وبتلك الانتصارات عادت هذه الفرق الأربعة من جديد لمنصات التتويج بلقب الدوري، بعد سنين طويلة استمروا خلالها في المحاربة من أجل العودة لطريق الانتصارات والمنافسة على لقب الدوري.
وخلال السطور التالية نستعرض معكم سيناريوهات الفرق الأربعة وكيف استطاعوا أن يتوجوا بلقب الدوري بعد سنين طويلة من الحرمان.
أتليتكو مدريد بطلاً للدوري الإسباني
اعتلى فريق أتليتكو مدريد منصة التتويج بلقب الليجا الإسبانية مع الجولة الأخيرة من عمر المنافسة، وذلك بعد منافسة قوية مع فريق ريال مدريد أستمرت حتى الرمق الأخير، ليحصد أتليتكو اللقب بفارق نقطتين، بعد غياب دام لمدة 7 أعوام.
وسط إثارة غريبة لن تشهدها الليجا الإسبانية من قبل وأسفرت عن موسم استثنائي استطاع أتليتكو التتويج، بعدما ظن الجميع أن الفريق قد فَرط في اللقب بعدما تراجع مستواه واعطى الفرصة لريال مدريد وبرشلونة في الدخول إلى غمار المنافسة، إلا أن سيموني ورفاقه أعطوا كفة الأفضلية في الجولات الأخيرة لأتليتكو.
ويمكن القول أن لويس سواريز كان صاحب فضل كبير في تتويج أتليتكو مدريد بالدوري الإسباني بعد غياب استمر لمدة 7 أعوام، وذلك بعدما كَتب الفوز لفريقه في آخر جولتين وهو جولتين الحسم في الليجا، والذين أعطوا التفوق لأتليكو عن ريال مدريد.
واستطاع أن يحصد أتليتكو مدريد لقب الدوري بعدما تَصدر جدول الترتيب أغلب فترات الموسم، واستطاع الفريق أن يحصد 86 نقطة اعتلى بهم الصدارة، ليقدوه للقب الدوري رقم 11 في تاريخهم.
ليل بطلاً للدوري الفرنسي
ومن بعيد آتى نادي ليل الفرنسي ليوجه ضَربة قوية لفريق باريس سان جيرمان ويكسر هيمنته على لقب الدوري، ويعود من جديد بعد فترة غياب طويلة دامت لمدة 10 سنوات، ويعتلي منصة التتويج بطلاً للدوري الفرنسي موسم 2020/2021.
عادل ليل لحصد لقب الدوري من جديد منذ عام 2011، وذلك بعد منافسة شرسة استمرت حتى الجولة الأخيرة من عمر المنافسة، وذلك بعدما حقق الفوز على انجيه بهدفين مقابل هدف، ليكتب التاريخ من جديد ويسجل نفسه بطلاً للدوري الفرنسي بعد غياب طويل، ويحرم باريس سان جيرمان من رقم قياسي كاد أن يسجله في حالة حصد لقب الدوري، إذ كان سيصل للدوري رقم 10 في تاريخيه ويعادل رقم سانت إيتيان.
وكانت اللحظة الفارقة في تتويج ليل بالدوري الفرنسي يوم 3 إبريل الماضي، تحدياً عندما خَسر باريس سان جيرمان من ليل على ملعبه في حديقة الأمراء بهدف دون رد، ليساهم بصورة كبيرة من تتويج غريمه بلقب الدوري الفرنسي.
ويعود ليل من بعيد بعدما كان باريس متصدراً جدول ترتيب الدوري طوال فترات الموسم، ويقتنص الصدارة ويعتليها برصيد 83 نقطة، وبفارق نقطة وحيدة عن باريس الذي كان مسيطر على الدوري الفرنسي طوال الثلاث مواسم الماضية، ليحقق اللقب الرابع في تاريخه، بعد غياب استمر لمدة 10 سنوات.
انتر ميلان بطل الدوري الإيطالي
استمراراً لسلسلة الموسم الاستثنائي الذي مرت به الدوريات الأوروبية الكبرى، عَاد إنتر ميلان من جديد لمنصات التتويج في الدوري الإيطالي، بعد وقت مظلم مَر به النيراتزوري ومشجعيه، طوال 11 عام غاب فيهم الفريق عن منصات التتويج وإحكام سيطرته على إيطاليا، ليترك الهيمنة لغريمه يوفنتوس يسطر التاريخ وحده.
وتوج رسمياً إنتر ميلان بلقب الدوري رقم 19 في تاريخه، عندما تعادل أتلانتا مع نظيره فريق ساسولو، ليعطي التفوق للنيراتزوري، ويهديهم التتويج الرسمي ببطولة الدوري الإيطالي قبل نهاية الموسم.
واستطاع أنطونيو كونتي المدير الفني لفريق إنتر ميلان أن يعود بالفريق لمنصات التتويج من جديد خلال الموسم الثاني له مع الفريق الإيطالي، كما فعل من قبل السيدة العجوز وساهم في إحتكارهم على لقب الدوري، وكذلك لوكاكو الذي أعطى الأفضلية لهجوم إنتر واعتلى صدارة هدافي الفريق ليقود فريقه للعديد الانتصارات المؤثرة، التي كانت السبب في تحقيق لقب الدوري.
كَتب الإنتر التاريخ بعدما سقط نظيره فريق يوفنتوس، ليستغل تعثر البطل حامل لقب النسخة الماضية والذي سقط بشكل غريب، بل وتراجع ليصبح مهدد بعدم التواجد في دوري الأبطال مما جعله يكافح من أجل التواجد في المربع الذهبي حتى الجولة الأخيرة من عمر المسابقة، ليضيع على نفسه لقب الدوري الذي هيمن عليه لمدة عشر سنوات متتالية، ويترك لقب الدوري هذا الموسم للنيراتزوري.
واستطاع ميلان أن يتوج بلقب الدوري رقم 19 طوال تاريخه بعدما وصل للنقطة 91، ليحتفل بلقب الدوري “الكالتشيو” بعد غياب استمر أكثر من 11 عام بفوز عريض حققه في الجولة الأخيرة على أودينيزي بخمسة أهداف مقابل هدف.
سبورتنج لشبونة بطل الدوري البرتغالي
في الدوري البرتغالي استطاع سبورتنج لشبونه هو الآخر أن يواصل المعجزات ويعود من جديد لمنصات التتويج في الدوري الممتاز البرتغالي، بعد غياب دام لسنوات طويلة، إذ كان آخر لقب استطاع أن يحققه الفريق في بطولة الدوري عام 2000/2001، عندما اعتلى صدارة الترتيب وحصد لقب الدوري.
وخلال الموسم الحالي 2020/2021 استطاع أن يكرر سبورتنج إنجازه مرة أخرى، ليعود من جديد ويتوج بلقب الدوري البرتغالي بعد غياب دام لفترة طويلة استمرت مدة 19 عام، ليكتب الجيل الحالي اسمه بحروف من نور بعدما قاد الفريق للقبه بعد غياب طويل.
استطاع الفريق البرتغالي أن يحسم لقب الدوري قبل نهاية الدوري بجولتين، تحدياً مع الجولة 32، عندما فاز على فريق بوافيستا بهدف دون رد، ليخطف اللقب من نظيره فريق بورتو حامل اللقب في النسخة الماضية من الدوري البرتغالي.
ووصل سبورتنج لشبونه للقبه رقم 19 في تاريخه كثالث أكثر الأندية تتويجاً بلقب الدوري البرتغالي خلف بنفيكا صاحب المركز الأول، بورتو صاحب المركز الثاني، بعدما وصل للنقطة 85 ليتصدر جدول الترتيب بفارق 5 نقاط عن بورتو الوصيف.
وكانت قد اختلفت طرق الفرق الأربعة حول العودة للتتويج مرة أخرى بلقب الدوري المحلي لدورياتهم، فمنهم من أن تعاقد مع مدرب صاحب خبرات في حصد البطولات، ومنهم من تعاقد مع صفقات أحدثت الفارق وقادت فريقها لمنصات التتويج، وآخرين استطاعوا أن يستغلوا سقوط منافسيهم ويحسم لقب الدوري لصالحهم، وآخر تَعلم من أخطاء الماضي وفاز على منافسه المباشر.
لكن في النهاية اجتمعت الفرق الأربعة بمختلف جنسياتهم تحت إنجاز واحد، وهو إنهاء عصور الظلمة وزمن التراجع، والعودة بشخصية البطل من جديد واعتلاء منصات التتويج مرة أخرى، حتى لو بعد سنين طويلة استغرقت الكثير من الوقت والعمل الجاد.